اقتصاد دولي

رصد إسرائيلي لأهم الخسائر الناجمة عن المواجهة مع إيران

حكومة الاحتلال ستدفع أكثر من 1.7 مليار دولار لترميم المباني والشقق التي دمرها الصواريخ الإيرانية- جيتي
ما زالت المعطيات الإسرائيلية تتكشف بشأن المواجهة الأخيرة مع إيران، التي أسفرت عن مقتل 29 مستوطنا، وإصابة 3228 آخرين، وبلغت تكلفة القتال 28 مليار شيكل (أكثر من 8 مليار دولار)؛ ووصلت قيمة التعويضات سبعة مليارات شيكل (2 مليار دولار) حتى الآن.

 ومن المتوقع أن يزداد المبلغ، فيما لحقت بالاقتصاد أضرار بلغت 900 مليون شيكل يوميًا (266 مليون دولار)، كما تم تدمير آلاف المنازل، وتهجير 18 ألفًا من الإسرائيليين، وتدمير مستشفى ومصفاة، وقواعد عسكرية، ومختبرات عمرها سنوات طويلة، فضلاً عن تدهور الحالة النفسية للإسرائيليين.

وقال مراسل موقع "زمان إسرائيل" تاني غولدشتاين، أن "المواجهة التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، ورغم ما أسفرت عنه من إنجازات عسكرية كبيرة، لكنها جاءت بتكلفة باهظة، حيث ردّت إيران بأعنف هجوم صاروخي على الإطلاق، بعدد 500 صاروخ باليستي، 86 بالمئة  منها تم اعتراضها بواسطة منظومتي "آرو وثاد"، لكن تلك الهجمات التي لم يتم اعتراضها تسببت في أضرار واسعة النطاق، وقتل وجرح، ومعاناة إنسانية، وأضرار مالية هائلة، وأضرار بالبنية التحتية الحيوية والبحث العلمي".

الحكومة تخفي الخسائر
وقال غولدشتاين في تقرير ترجمته "عربي21" أن "عمليات القتل في ساحة غزة أدت إلى تخدّر الإسرائيليين، لكن فيما يتعلق بالهجمات الصاروخية السابقة، فإن الهجمات من إيران كانت قاتلة بعدد 29 قتيلاً، و3238 جريحاً، وقد وقعت كل هذه الأعداد فيما تواجد معظم الإسرائيليين في الملاجئ والمناطق المحمية، بعد أن تم تحذيرهم مسبقًا بالبقاء قربها، بينما كانت المدارس وجزء كبير من أماكن العمل والترفيه مغلقة، ولولا هذه الإجراءات الأمنية، لكانت الخسائر في الأرواح البشرية أعلى بكثير بالتأكيد".

وأشار إلى أنه "بينما كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يدعم الحرب، لكنه رفض نشر تكلفتها المالية، وقال مصدر في إحدى الوزارات الاقتصادية إن التكلفة المباشرة للحرب تقدر بـ22 مليار شيكل (6.49 مليار دولار)، بما فيها تكاليف التسليح والوقود للطائرات، وتشغيل أنظمة الدفاع، وتعبئة الاحتياطيات، ومدفوعات نهاية الخدمة للموظفين الغائبين عن العمل، والدفع للفنادق التي استقبلت الإسرائيليين الذين دُمّرت منازلهم. ولا يشمل المبلغ الأضرار التي لحقت بالنشاط الاقتصادي نتيجة الإغلاق والتعويضات المدفوعة للشركات من صندوق التعويضات".

وأوضح أنه "في تسعة من أيام الحرب الاثني عشر، تم إغلاق معظم أماكن العمل بأمر من قيادة الجبهة الداخلية، باستثناء ما تم تحديدها على أنها "أساسية"، كالمتاجر التي تبيع المواد الغذائية والأدوية، ومن يعملون عن بعد، وبالتالي، عمل الاقتصاد بطريقة مماثلة لكيفية عمله خلال إغلاق كورونا، حيث خسر الاقتصاد حينها 5.5 مليار شيكل لكل أسبوع (1.62 مليار دولار) من الإغلاق".

وذكر اتحاد المصنعين، أن "حجم الخسائر يزيد عن سبعة مليارات شيكل (2.07 مليار دولار)، وعلى المدى القصير، يقع هذا الضرر بالكامل على عاتق أصحاب الأعمال، وعلى المدى الطويل، ستعيد الدولة بعض هذه الأموال إليهم، وليس كلها، كجزء من اتفاق التعويض لتغطية الأضرار غير المباشرة الناجمة عن الحرب، وأفادت مصلحة الضرائب بأن مثل هذا الاتفاق لم يتم الانتهاء منه بعد، وبالتالي فإن تكلفة الأضرار غير المباشرة التي ستلحق بالدولة غير معروفة حتى الآن".

التعويضات في تصاعد
وأوضح أن "سلطة الضرائب أعلنت أن الحكومة ستدفع 5-6 مليارات شيكل (1.48–1.77 مليار دولار) لترميم المباني والشقق التي دمرها إطلاق الصواريخ خلال الحرب، حيث وقعت 33 إصابة مباشرة في الأحياء السكنية في حيفا، طمرة، هرتسليا، رمات هشارون، بيتح تكفا، بني براك، رمات غان، تل أبيب، يافا، حولون، بات يام، أزور، أور يهودا، سافيون، ريشون لتسيون، رحوفوت، نيس زيونا، بئر السبع، وتم تدمير آلاف الشقق".

وأكد أنه "بين السابع من أكتوبر 2023 وحتى العاشر من يونيو 2025، عشية الحرب مع إيران، تم تقديم 75 ألف طلب لسلطة الضرائب لإصلاح أضرار الصواريخ؛ فيما تم تقديم 46 ألف طلب بين 11 يونيو وحتى نهاية الشهر".

وأشار إلى أن "الهدف المعلن لإطلاق الصواريخ الإيرانية هو ضرب منشآت استراتيجية مثل خمس قواعد للجيش وهي "تسيبوريت، غليلوت، بيت نحميا، تل نوف"، بجانب منشآت البنية التحتية، مثل مصفاة النفط في حيفا بشكل مباشر، حيث اندلع حريق كبير فيها، وتضررت خطوط الأنابيب والنقل، وأُغلقت بعض المنشآت، وحذرت بعض شركات الوقود من وجود نقص فيه، وفي الأيام الثلاثة الأولى بعد الهجوم تم إغلاقها، رغم أنها تنتج نصف البنزين، و60 بالمئة من الديزل".

وأوضح أن "البنية التحتية لشركة الكهرباء في منطقتي أشدود وعسقلان تضررت أيضا، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل، كما كان مستشفى سوروكا في بئر السبع المرفق الأكثر تضررًا من حيث البنية التحتية، كما أصابت الصواريخ الإيرانية جامعة بن غوريون في بئر السبع ومعهد وايزمان للعلوم في رحوفوت، وعلى المدى الطويل، قد تكون الأضرار الأكثر خطورة، لأنه بالإضافة للمباني الكبيرة والمعدات باهظة الثمن، فقد تم تدمير المختبرات التي كانت تتراكم فيها المعرفة العلمية والتكنولوجية، وفُقد بعضها".

وأشار إلى "ضرر آخر ناجم عن الحرب، يصعب تحديده كمياً، وسيكون له تأثير طويل الأمد، وهو الضرر النفسي، حيث اندلعت الحرب مع إيران في خضم أزمة صحية نفسية عميقة في المجتمع الإسرائيلي، بدأت مع هجوم حماس في السابع من أكتوبر، واندلاع الحرب في غزة، مما أدى لزيادة العبء على خدمات الصحة النفسية، والتحذير من زيادة الوضع سوءًا".

رونيت أرغمان، مديرة معهد أرغمان للخدمات النفسية، ذكرت أن "اندلاع الحرب مع إيران تزامنت مع ما يواجهه الإسرائيليون من روح معنوية منخفضة ومنهكة، بعد عامين من الحرب والمعاناة، حيث عانوا من الخسارة والصدمة، وشعروا بانعدام الثقة واليأس، بل وحتى الدمار الشامل، والشعور بعدم وجود مكان للهرب إليه، مما زاد من أعراض الضرر العقلي".