صحافة دولية

رئيسة "دافوس الصحراء" في السعودية تستقيل بعد 6 أشهر فقط من تعيينها

بعد استقالة الرئيسة التنفيذية.. مؤسس 'دافوس الصحراء' يعود لقيادة المبادرة من جديد - جيتي
في خطوة مفاجئة، غادرت بيني ريتشاردز منصبها كرئيسة تنفيذية جديدة "دافوس الصحراء" السعودي، بعد أقل من ستة أشهر على تعيينها، بحسب ما كشفه موقع "سيمافور" الأمريكي نقلاً عن وثيقة داخلية ومصدر مطلع على الأمر.

وكانت ريتشاردز قد التحقت بالمبادرة في شباط/فبراير الماضي قادمة من "معهد آسبن" الأمريكي، لتتولى إدارة أحد أبرز المنتديات الاستثمارية في الشرق الأوسط، المعروف إعلامياً بـ"دافوس الصحراء". 

وهو الحدث السنوي الذي تنظمه المملكة العربية السعودية في العاصمة الرياض، ويجتذب كبار المستثمرين والرؤساء التنفيذيين من أنحاء العالم، بينهم لاري فينك (بلاك روك)، وديفيد سولومون (غولدمان ساكس)، وجين فريزر (سيتي غروب)، وأسفر عن صفقات بمليارات الدولارات.

عودة المؤسس المؤقت
وبحسب سيمافور، عاد ريتشارد أتياس، مؤسس المعهد والمُخطط الأصلي للمبادرة، لتولي مهام الرئيس التنفيذي بشكل مؤقت، ريثما تُستأنف عملية البحث عن بديل دائم. 

ويستعد أتياس أيضاً لطرح شركته "ريتشارد أتياس آند أسوشيتس"، التي تتولى تنظيم فعاليات المبادرة، للاكتتاب العام. وتُعد هذه الشركة مملوكة بأغلبيتها لوحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذراع الاستثماري السيادي للمملكة.

ولم يُدل معهد "مبادرة مستقبل الاستثمار" السعودي (FII Institute)، بأي تعليق رسمي حتى لحظة نشر هذا التقرير، رغم طلب الموقع الأمريكي تعقيباً حول أسباب الاستقالة المفاجئة.

"دافوس الصحراء".. منبر رؤية 2030
تُعد مبادرة مستقبل الاستثمار منصة استراتيجية بارزة تنعقد سنوياً في سياق رؤية السعودية 2030، ويستضيفها صندوق الاستثمارات العامة. وقد أطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تشرين الأول/أكتوبر 2017، ضمن توجهات المملكة لتنويع مصادر الدخل وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية عالمياً.

وشهدت النسخة الأولى من المبادرة الإعلان عن مشروع "نيوم"، المدينة المستقبلية التي تُقام في منطقة اقتصادية مستقلة شمال غرب المملكة، بتكلفة تتجاوز 500 مليار دولار، كأحد أبرز مشاريع التحول الاقتصادي في المملكة.

وتُعرف المبادرة بأنها تحاكي مؤتمر "دافوس" الاقتصادي العالمي، لكنها تتميز بتركيزها على فرص الاستثمار في الأسواق الناشئة، وتقديم المملكة كوجهة واعدة للتمويل العالمي والابتكار التكنولوجي.

استقالات وهزات متكررة
ويعيد رحيل ريتشاردز إلى الأذهان تحديات تواجهها المبادرة على مستوى الإدارة، إذ إنها ليست أول مسؤول تنفيذي يغادر موقعه منذ إطلاق المؤتمر قبل سبعة أعوام. ويأتي ذلك وسط سعي المعهد إلى توسيع أنشطته كمركز أبحاث ومنصة للمؤتمرات وورش العمل، في ظل تنافس إقليمي وعالمي على جذب الاستثمارات والخبرات.

وتثير الاستقالة تساؤلات حول أسبابها الحقيقية، خصوصاً مع عدم صدور أي توضيحات رسمية، في وقت تتسارع فيه تحضيرات النسخة المقبلة من المبادرة، المقرر انعقادها في تشرين الأول/أكتوبر المقبل بالرياض.

ويرى مراقبون أن توقيت الاستقالة يطرح علامات استفهام، لاسيما أنه يأتي في لحظة حساسة تسعى فيها الرياض لتعزيز ثقة الأسواق العالمية، وتأكيد التزامها بخط الإصلاحات الاقتصادية الطموحة التي دشنتها منذ عام 2016.

كما يتزامن ذلك مع جهود سعودية لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاعات حيوية، بينها الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية، والسياحة، لا سيما مع استضافة المملكة لمناسبات دولية كبرى، من بينها معرض إكسبو 2030 في الرياض.