هاجم الاحتلال
الإسرائيلي، أمس الجمعة، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعم لتنفيذ حل الدولتين، ووصفت الخطوة بأنها "سيرك سياسي منفصل عن الواقع"، في وقت رحبت فيه القيادة
الفلسطينية بالقرار وعدّته "خطوة مهمة نحو إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة".
وصوّتت 142 دولة لصالح القرار الذي أيد "إعلان نيويورك" بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب الاحتلال الإسرائيلي، بينما عارضته 10 دول فقط، وامتنعت 12 دولة عن التصويت. ويعد القرار أول وثيقة تعتمدها الجمعية العامة في دورتها الـ80.
اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن القرار "يتجاهل الحقيقة البسيطة المتمثلة في أن حركة
حماس هي المسؤولة عن استمرار الحرب عبر رفضها إطلاق سراح الرهائن ونزع سلاحها"، وزعمت أن الخطوة "لن تسهم في تحقيق السلام بل تشجع حماس على مواصلة القتال".
في المقابل، وصف نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، التصويت الأممي بأنه "انتصار للإرادة الدولية"، مؤكدا أن القرار يمثل دعما صريحا لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الشيخ، في تدوينة عبر منصة "إكس"، إن "هذه الخطوة تشكل مرحلة مهمة في مسار إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف أن "تزايد
الاعترافات الدولية بفلسطين يرسخ حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ويحمي حل الدولتين، ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
من جانبها، ثمنت وزارة الخارجية الفلسطينية مواقف الدول التي دعمت القرار، مؤكدة أن اعتماده كوثيقة رسمية يعكس التزام المجتمع الدولي بإيجاد حل عادل.
ودعت الوزارة إلى "تنفيذ مخرجات المؤتمر الدولي حول حل الدولتين، والضغط على إسرائيل بصفتها سلطة احتلال غير شرعي، لوقف عدوانها المتواصل، ووقف المجاعة التي تستخدمها كسلاح حرب، ومنع التهجير القسري، والإفراج عن الأسرى والرهائن".
ورغم أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة قانونيا، فإنها تحمل ثقلا سياسيا ومعنويا كبيرا، وتُستخدم أداة لعزل الدول التي تنتهك القانون الدولي، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل حربها المدمرة على قطاع غزة.
فمنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا واسع النطاق على غزة بدعم أمريكي، أسفر عن استشهاد أكثر من 64 ألفا و700 فلسطيني وإصابة ما يزيد على 164 ألفا، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب نزوح مئات الآلاف.
كما تسببت المجاعة الناجمة عن الحصار في وفاة مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال، ما يجعل الحرب الجارية من أكثر الصراعات دموية في التاريخ الحديث.