صحافة إسرائيلية

ترقب إسرائيلي لانتخابات عمدة نيويورك وقلق من فوز محتمل لممداني

تتزايد حظوظ المرشح الديمقراطي ممداني وهو صاحب مواقف رافضة للاحتلال الإسرائيلي- جيتي
تتجه الأنظار الإسرائيلية إلى ما توصف "المعركة الأهم في العالم اليهودي"، وهي انتخابات عمدة ولاية نيويورك بعد أسبوعين، وهي المدينة الأكثر يهودية في الولايات المتحدة، وسط ارتفاع أسهم المرشح الديمقراطي ممداني، وتزايد مواقفه الرافضة للاحتلال في الآونة الأخيرة.

وذكر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" آفي شيلون، ذكر أن "هذه المعركة تُعدّ مهمة للمجتمع اليهودي والإسرائيليين في الولاية، لكن يُمكننا أيضًا استخلاص دروس منها حول السياسة بشكل عام، بما في ذلك هنا في دولة إسرائيل، فمن جهة، يقف المرشح الديمقراطي الأبرز، زهران ممداني، 34 عامًا، الذي لم يشغل منصبًا مهمًا في حياته؛ ويواجهه في الجهة الأخرى، أندرو كومو، السياسي المخضرم الديمقراطي السابق، وهو الآن يترشح بصورة مستقلة، لكن أقدميته في المؤسسة السياسية تشكل عائقًا أمامه في نظر العديد من الناخبين، الذين يبحثون عن مرشح من خارج النظام".

وأضاف شيلون، في مقال ترجمته "عربي21" أن "ممداني لديه أفكارٌ قيّمةٌ ومتنوعة، معظمها يتعلق بتعزيز منظورٍ اجتماعيٍّ في مدينةٍ تُولي المال اهتمامًا خاصًا، كما يحظى بدعم العديد من اليهود التقدميين والشباب الذين ينجذبون لأفكاره الاشتراكية، ويميلون أيضًا للموافقة على انتقاده للسياسة الإسرائيلية، ومن ذلك على سبيل المثال، أنه وعد بعد انتهاء الحرب سيعتقل رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إن زار نيويورك".

وأكد أن "مشكلة ممداني لا تكمن في انتقاد نتنياهو فحسب، لأنه بذلك لا يختلف عن نصف الإسرائيليين على الأقل، لكن مشكلته تكمن في أنه يُعطي انطباعًا عدائيًا لدرجة أن تعيينه يُزعج العديد من الليبراليين في المجتمع اليهودي أيضًا، فرغم أنه بذل مؤخرًا جهدًا لإظهار المودة له، لكنه عندما سُئل عما إذا كان سعيدًا بعودة المختطفين الإسرائيليين من غزة، وجد صعوبةً بالاكتفاء بإجابةٍ إنسانيةٍ بسيطة، فقال: "نعم، كما أنا سعيدٌ بتوقف الإبادة الجماعية في غزة".

وأوضح أن "ممداني عندما سُئل عما إذا كان يعترف بحق إسرائيل في الوجود، أجاب: نعم، لكنني لا أؤيد أي دولة تقوم على تعريفات عرقية أو دينية، بمعنى آخر، لا يعتقد ممداني أن دولة إسرائيل يجب أن تكون موجودة، لأنها تُعرّف نفسها بأنها يهودية، علاوة على ذلك، فهو لم يعد شابًا تقدميًا انضم للتيار المناهض للاحتلال دون أن يفهم عمق الصراع، لأن والده، محمود ممداني، أستاذ جامعي مرموق، تُروج أبحاثه لفكرة أن الصهيونية مشروع استعمار استيطاني، بمعنى آخر، فقد نشأ في بيئة ترفض الصهيونية من حيث المبدأ".

وتساءل "كيف سيقود ممداني مدينة ذات حضور يهودي قوي، حتى لو كانت يهودية ليبرالية للغاية، فلا تزال أغلبية ساحقة من اليهود تؤيد وجود دولة إسرائيل، وبالتأكيد عودة المختطفين، وهو حدث من المفترض أن يُحرك ليس اليهود فقط، لكن السبب في ذلك أن السياسة أمرٌ معقد".

وأوضح أنه "بين المرشحين ممداني وكومو، هناك مرشح جمهوري، كورتيس ساليفا، وهو مناوئٌ لممداني بشدة، لكن وجوده في السباق يصب في صالح الأخير، إذ كان بإمكان مؤيديه التصويت لكومو، لذا، في كل حملة انتخابية، يجب على المرء أن يقرر من يترشح بناءً على من يدعمه ترشيحه، صحيح أن كومو ينجح في مهاجمة ممداني في السياق الإسرائيلي، لكن كغيره من الديمقراطيين من الجيل الأكبر سناً، يفشل في تقديم رؤية إيجابية ومستقلة وجذابة، إضافة لحقيقة أنه مشتبه به أيضاً بالتحرش الجنسي في الماضي، ويُنظر إليه، مثل كامالا هاريس، على أنه جزء من المؤسسة القديمة".