سياسة عربية

تحقيق في جنوب أفريقيا بعد وصول طائرة تقل فلسطينيين من غزة دون وثائق

جنوب أفريقيا رفعت نهاية 2023 دعوى قضائية ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية- جيتي
أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، فتح تحقيق بملابسات وصول طائرة تقل عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أحد مطارات بلاده دون وثائق رسمية، مشيرا إلى أنه وجه باستقبالهم وعدم إعادتهم للقطاع.

قالت سلطات الحدود في جنوب أفريقيا، في بيان لها الجمعة، إنه تم السماح بدخول عشرات الفلسطينيين وصلوا إلى مطار "أو. آر. تامبو الدولي" في مدينة جوهانسبورغ، الأربعاء قادمين من كينيا، بعد رفض دخولهم في البداية لعدم استيفائهم شروط الهجرة.

وقال رئيس جنوب أفريقيا إن "أجهزة الاستخبارات في البلاد تحقق في الجهة التي تقف وراء طائرة مستأجرة هبطت في جوهانسبرغ، وعلى متنها أكثر من 150 فلسطينيا قادمين من غزة التي مزقتها الحرب، دون أن يحملوا وثائق سفر رسمية".

وأكد فتح تحقيق "لمعرفة كيف وصل هؤلاء الفلسطينيون إلى البلاد عبر محطة توقف في نيروبي، في كينيا"، مضيفا أن الفلسطينيين الواصلين "تم وضعهم بشكل غامض على متن طائرة مرت عبر نيروبي وجاءت إلى هنا".

وفي تصريح متلفز آخر، قال رئيس جنوب إفريقيا، إن هؤلاء الأشخاص وضعوا على متن الطائرة بطريقة غامضة، مشيرا إلى عدم إجبارهم على العودة، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

وأضاف: أنه رغم عدم امتلاكهم للوثائق، فإنه يجب استقبالهم لأنهم يأتون من دولة تمزقها الحرب".

والجمعة، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، عن شكرها العميق "للمواقف المبدئية لقيادة وحكومة وشعب جنوب إفريقيا الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته، بما في ذلك استقبالها لعدد من فلسطينيي قطاع غزة المغرر بهم".

ورغم عدم صدور تعقيب رسمي من "إسرائيل" التي تسيطر على أكثر من نصف مساحة قطاع غزة، إلا أنها بحثت سابقا مع دول، بينها جنوب السودان، إمكانية تهجير فلسطينيي القطاع إليها، وفق ما أوردته "أسوشتيد برس" في آب/ أغسطس الماضي.

ومرار تحدث وزراء بالحكومة الإسرائيلية عن فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي شنتها تل أبيب على مدار عامين.

يذكر أن جنوب أفريقيا رفعت نهاية 2023، دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، لارتكابها إبادة جماعية في قطاع غزة.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفاصيل وصول عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة إلى أحد مطارات جنوب أفريقيا دون وثائق رسمية، وقالت إن منظمة تدعى "المجد" مسؤولة عن ذلك.

وقالت الصحيفة إن "منظمة تُدعى "المجد" ومقرها في القدس كانت مسؤولة عن إخراج أكثر من 150 فلسطينيا من القطاع. وتعمل هذه المؤسسة التي تأسست في 2010، على تهجير الفلسطينيين من القطاع بذريعة "المساعدة"، كما تزعم أنها "تساعد المجتمعات المسلمة في مناطق النزاع"، وفق "يديعوت أحرونوت".

كما إن الموقع الإلكتروني لا يتضمن أرقام هواتف أو عناوين، وقائمة شركائها فارغة رغم أنها تعمل مع 15 هيئة دولية، لكنها مرفقة برسالة: "ستُنشر التفاصيل قريبا"، وفق المصدر نفسه.

وفيما يتعلق بتفاصيل الوصول لجنوب أفريقيا، نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي لم تسمه قوله إن منظمة "المجد" هي المسؤولة عن إخراج أكثر من 150 فلسطينيا من القطاع.

وأضافت أن "إسرائيل رافقت الحافلات التي نقلت المسافرين من نقطة التقاء في غزة (لم يحددها) إلى معبر كرم أبو سالم (خاضع لسيطرة تل أبيب)، ومن هناك نقلتهم حافلات أخرى إلى مطار رامون (جنوبي إسرائيل)، الذي أقلعت منه الطائرة".

وتابعت "أثارت سرية الرحلة مخاوف منظمات حقوق الإنسان، التي حذرت من أنها قد تكون جزءا من مسعى إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من القطاع".

ونقلت عن منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان، قوله إن الفلسطينيين غادروا القطاع بعد أن حصلت تل أبيب على إذن من دولة ثالثة لاستيعابهم دون تسميتها.


وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بين حماس و"إسرائيل" حيز التنفيذ، منهيا إبادة جماعية خلفت أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 170 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية بخسائر أولية تقدر بحوالي 70 مليار دولار.