شنّ القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ
الجزائرية، الشيخ علي بلحاج، هجومًا حادًا على
تصريحات السفير الجزائري صبري
بوقادوم في واشنطن، والتي تحدث فيها عن استعداد الجزائر للتفاوض مع الولايات
المتحدة بشأن الاستثمار في قطاع المعادن.
واعتبر بلحاج، في حديث خاص مع
"عربي21" أن ما يحدث هو "بيع لثروات الجزائر في سوق النخاسة"،
متسائلًا: "كيف يجرؤ سفير على عرض ثروات الأمة وكأنها ملك شخصي؟ وكيف يصمت
الجميع: الرئاسة، وزارة الخارجية، الطبقة السياسية، والبرلمان؟!".
وأضاف: "هذا الصمت
مريب، ويجب أن نندد به! بدل أن تقاطع الجزائر أمريكا بسبب جرائمها في غزة، نجدها
تمد يدها لها وتعرض عليها ثرواتنا النفيسة! أليس هذا تناقضًا صارخًا مع الشعارات
التي يرفعها النظام؟".
وذكّر الشيخ علي بلحاج بأن الجزائر كانت حتى
وقت قريب "ترتمي في حضن بوتين"، وأعطته كل شيء، والآن "لم يبقَ لهم
إلا المعادن التي تكتنزها الجزائر".
وأضاف بغضب: "هذه ثروات الأمة والأجيال
المقبلة، وهؤلاء لا يفكرون إلا في أنفسهم!".
وهاجم بلحاج بوقادوم، معتبرًا أنه جزء من
"العصابة الغالبة"، حيث قال: "بوقادوم كان
وزيرًا للخارجية في عهد بوتفليقة، ثم أعطوه سفيرًا في أهم سفارة! كيف يُترك شخص
كهذا ليقرر في مصير المعادن الاستراتيجية للبلاد؟".
وحذّر بلحاج من خطورة "حرب المواد
الخام النادرة"، معتبرًا أن ما يجري قد يكون جزءًا من "صفقات سرية"
تمت بين الجزائر وقيادة الأفريكوم، مستشهدًا بالاتفاق العسكري الذي وقعه رئيس
الأركان سعيد شنقريحة مع الجانب الأمريكي.
واستنكر حالة القمع السياسي في الجزائر، بالقول: "يُمنع الشعب
من التظاهر والمسيرات، وتُكمم الأفواه، وبينما الناس منشغلين في هذا الشهر الفضيل
بالعبادة والصيام يتم بيع ثروات الجزائر في الخفاء دون أي محاسبة!".
وأنهى تصريحه بالمطالبة بـ "سحب السفير
فورًا"، وفتح تحقيق شفاف في هذه القضية، مؤكدًا أن "هذا النظام مستعد
لبيع خيرات الجزائر فقط ليبقى في الحكم، بينما الشعب الجزائري يعاني، وأهلنا في
غزة يموتون جوعًا!"، وفق تعبيره.
اظهار أخبار متعلقة
وكان السفير الجزائري في واشنطن، صبري
بوقادوم، قد كشف النقاب في تصريحات صحفية مؤخرا عن أن الجزائر والولايات المتحدة
بصدد تعزيز شراكتهما الأمنية، مع إمكانية عقد صفقات تسليح، وذلك في إطار مذكرة
التفاهم العسكرية الموقعة في يناير الماضي. وأوضح أن التعاون سيشمل تبادل
المعلومات الاستخباراتية البحرية، والبحث والإنقاذ، ومكافحة الإرهاب في منطقة
الساحل، بالإضافة إلى تشكيل ثلاث مجموعات عمل لتنفيذ الاتفاقية.
وأشار بوقادوم إلى أن الجزائر مستعدة
للتعاون مع الولايات المتحدة في مجال الموارد الطبيعية والمعادن الأساسية، لافتًا
إلى أن الجزائر توفر بيئة استثمارية مناسبة لهذا القطاع.
على الصعيد الجيوسياسي، أكد السفير أن
الجزائر تدرك تزايد نفوذ الصين وروسيا في أفريقيا، مشيرًا إلى أن العامل البشري
الجزائري يشكل ميزة إضافية في التعاون مع واشنطن.
وفي ما يتعلق بالعلاقات السياسية، شدد
بوقادوم على أن الجزائر تحافظ على علاقتها مع جميع الإدارات الأمريكية، وأعرب عن
ثقته في استمرار التعاون خلال الولاية الثانية المحتملة لدونالد ترامب، رغم
التوترات التي شهدتها
العلاقات خلال فترة حكمه، خصوصًا بسبب موقف الجزائر الرافض
للتطبيع مع "إسرائيل" ودعمها لقضية الصحراء الغربية.
يذكر أن الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس
أركان الجيش الوطني الجزائري، كان استقبل في كانون الثاني/ يناير الماضي، قائد
القيادة الأمريكية لأفريقيا (أفريكوم)، الفريق أول مايكل لانغلي، بمقر أركان الجيش
الوطني الشعبي.
ناقش الطرفان التعاون العسكري بين الجزائر
والولايات المتحدة، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الأمنية ذات الاهتمام
المشترك، لا سيما في مجالي الدفاع والأمن.
تميزت الزيارة بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين
وزارة الدفاع الجزائرية ووزارة الدفاع الأمريكية لتعزيز الشراكة العسكرية الثنائية.
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي هذه التصريحات الخاصة بالعلاقة مع
الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعيش العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية توترا
متصاعدا، منذ دعم فرنسا لمطالب المغرب في قضية الصحراء الغربية ورفض الجزائر
التعاون في ملف ترحيل مواطنيها. وقد أسهمت قضايا أخرى، مثل اعتقال الكاتب بوعلام
صنصال، في تأجيج الخلافات.