صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: في الرياض صنعوا السلام وفي غزة ذُبحوا

الاحتلال يواصل عدوانه على قطاع غزة وسط تفاقم الكارثة الإنسانية- جيتي
الاحتلال يواصل عدوانه على قطاع غزة وسط تفاقم الكارثة الإنسانية- جيتي
شدد الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جماعية في قطاع غزة، بعد قصف مراكز طبية، واصفا ما حدث بأنه مقدمة لعملية إبادة، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية.

وقال ليفي في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، الخميس، "قُتل أمس في غزة قرابة 100 شخص، جميعهم أبرياء، باستثناء كونهم فلسطينيين من سكان غزة، وقد قُتلوا على يد الجنود الإسرائيليين"، مضيفا أن "هذه مجرد مقبلات للعملية التي يطمح إليها جيشهم، ونحن نصمت".

وهاجم ليفي في مقاله الذي حمل عنوان "عربات الإبادة الجماعية تسخن المحركات"،  الصمت  حيال المجازر التي تُرتكب في غزة، قائلا: "لا أحد خرج ضد ذلك أمس… في الرياض صنعوا السلام، وفي غزة ذُبحوا"، موضحا أن مشاهد جثامين الأطفال في جباليا تتناقض بشدة مع مشاهد المصافحات السياسية في العاصمة السعودية الرياض.

اظهار أخبار متعلقة


وفي وقت سابق من الخميس، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، استشهاد 13 فلسطينيا وإصابة آخرين، بقصف إسرائيلي استهدف عيادة ومصلى "التوبة" في مخيم جباليا شمالي القطاع، بينما ذكرت مصادر طبية لقناة "الجزيرة" أن عدد الشهداء وصل إلى 102.

وأشار الكاتب الإسرائيلي  إلى أن الفلسطينيين "قُتلوا في قصف المستشفى، باستخدام تسع قنابل خارقة، فقط في محاولة لتصفية محمد السنوار، وكل ذلك من أجل عنوان رئيسي في صحيفة ’يديعوت أحرونوت‘"، واصفا ذلك بأنه "واحدة من أخطر جرائم الحرب".

ولفت إلى أن "كل شيء أصبح طبيعيا ومبررا ومشروعا، حتى استهداف وحدة العلاج المكثف في مستشفى خانيونس الأوروبي"، مؤكدا أن "لا شيء يبرر قصفا عديم التمييز لمستشفى، حتى لو اختبأت تحته القيادة الجوية لحماس، أو السنوار نفسه".

وانتقد ليفي بشدة تجاهل الطبقة السياسية في دولة الاحتلال لما يجري في قطاع غزة من مجازر، مشددا على أن "أي زعيم إسرائيلي لم ينبس ببنت شفة، ولا حتى ’أمل اليسار‘ يئير غولان، الذي يدعو فقط إلى إنهاء الحرب من أجل استعادة المخطوفين".

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أن  "ما حدث أول أمس في غزة هو المقدمة لما سيحدث في الأشهر القادمة إذا لم يقم أحد بوقف إسرائيل"، مشيرا إلى أن "الحملة التي يقودها دونالد ترامب في الخليج تمضي قدما، بينما المسدس الذي يوقف إسرائيل لم يُعثر عليه بعد".

وختم ليفي مقاله بالقول إن "المشاهد من هناك مرة أخرى أحرقت الروح، مرة أخرى عربات الجثث، وأكياس الأطفال البيضاء، مرة أخرى بكاء الآباء الممزق على بناتهم وأبنائهم"، مؤكدا أن "كل ما يحدث في غزة لم يعد له أي تبرير، لأن إسرائيل ليس لديها هدف ولا خطة".

اظهار أخبار متعلقة


وفجر 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، عبر شن سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من القطاع الفلسطيني، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأثار استئناف العدوان الذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين في صفوف المدنيين الفلسطينيين، موجة من الاحتجاجات المناصرة للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف فوري لعدوان الاحتلال الإسرائيلي في العديد من المدن حول العالم.

وتقول منظمات إغاثة، إن الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءا في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وقد وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" القطاع بأنه مقبرة جماعية للفلسطينيين، في حين شددت منظمة العفو الدولية على أن الحصار الإسرائيلي الشامل يعد جريمة ضد الإنسانية وانتهاكا للقانون الإنساني الدولي.
التعليقات (0)

خبر عاجل