يواصل نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية
العراقي، فؤاد حسين، جهوده الدبلوماسية المكثفة لاحتواء التصعيد، محذراً من
تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي، ومؤكداً على رفض العراق القاطع لأي
انتهاك لسيادته.
وفي سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوى، بحث
حسين مع وزراء خارجية
إيران، وإيطاليا، وبريطانيا، سبل تهدئة الأوضاع في أعقاب
الاعتداءات
الإسرائيلية الأخيرة، وارتفاع وتيرة التوتر على أكثر من جبهة.
الوزير الإيراني عباس عراقچي شدد خلال
الاتصال على أن التحركات الإيرانية دفاعية الطابع، وأن إسرائيل تحاول جرّ المنطقة
إلى
حرب شاملة تمتد إلى الخليج.
في المقابل، أعرب فؤاد حسين عن رفض العراق
المطلق لاستخدام أجوائه لتنفيذ هجمات من قبل الكيان الإسرائيلي، واصفاً ذلك بأنه
خرق سافر للسيادة العراقية، وانتهاك واضح للقانون الدولي. كما أعاد التأكيد على أن
أي تصعيد إضافي قد يقود إلى انفجار لا يمكن احتواؤه، خصوصاً إذا امتد الصراع إلى
مضيق هرمز، ما سيؤثر مباشرة على إمدادات الطاقة ويزيد من التوترات الاقتصادية
العالمية.
وفي اتصال مع وزير الخارجية الإيطالي
أنطونيو تاياني، شدد الجانبان على ضرورة العودة إلى المفاوضات، فيما أشار تاياني
إلى أن الحرب في حال توسعها ستؤدي إلى اضطراب اقتصادي عالمي غير مسبوق. أما الوزير
البريطاني ديفيد لامي فقد أكد بدوره أهمية حماية العراق من الانزلاق إلى ساحة
الصراع، مشيداً بدور بغداد المتوازن، وداعياً إلى تنسيق أوروبي-أمريكي مشترك للضغط
نحو وقف العمليات العسكرية.
وتأكيداً على مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها،
أعلن وزير الخارجية العراقي عن توجيه البعثات الدبلوماسية العراقية لتكثيف جهودها
لإعادة المواطنين العالقين، لا سيما في ظل اضطراب حركة الطيران. وقد تم التوصل
لاتفاق مع السلطات التركية لمنح تأشيرات دخول مؤقتة للعراقيين العالقين، ضمن سلسلة
إجراءات حكومية لتخفيف معاناتهم.
وفجر الجمعة الماضي أطلقت إسرائيل بدعم
أمريكي هجوما واسعا على إيران بقصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة
عسكريين وعلماء نوويين، ما خلف إجمالا 224 قتيلا و1277 جريحا، وفق التلفزيون
الإيراني.
ومساء اليوم ذاته، بدأت إيران الرد بصواريخ
بالستية وطائرات مسيّرة، وخلفت حتى ظهر الاثنين نحو 24 قتيلا ومئات المصابين،
وأضرار مادية كبيرة، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري.
وتعتبر تل أبيب وطهران بعضهما البعض العدو
الألد، ويعد عدوان إسرائيل الراهن على إيران الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا من
"حرب الظل"، عبر تفجيرات واغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.
اظهار أخبار متعلقة