مدونات

سنّة الاستبدال: غزة تنتفض بقلوب الغرب!

أدهم حسانين
"أصبحت السينما سلاحا يحطم جدار الصمت"- الأناضول
"أصبحت السينما سلاحا يحطم جدار الصمت"- الأناضول
يتردد دائما في أعماق الروح العربية صدى "سُنّة الاستبدال" كزلزال يهز أركان الوجود. هذا المصطلح، مستمد من قوانين التعاليم الإلهية والأخبار النبوية، ليس مجرد كلمات، بل صرخة تكشف تحولا مذهلا: الشعوب الغربية، التي كانت رمزا للاستعمار وداعمة للكيان الصهيوني، انتزعت قيادة النضال لنصرة غزة، بينما تقبع الشعوب العربية والإسلامية تحت وطأة وكلاء الاستعمار عبر القمع والصمت المخزي!

هذا الاستبدال ليس سياسيا فحسب، بل هو أزمة هوية تهدد جوهر الأمة. كيف تحول الغرب من جلاد إلى صوت العدالة، بينما يتخاذل الحكام العرب، تاركين فلسطين تنزف وحدها؟

حين بدأت الحرب الهمجية على غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ومع سقوط أكثر من 63 ألف شهيد فلسطيني، تحولت المأساة إلى صرخة كونية. لكن اللافت أن هذه الصرخة لم تنطلق من ساحات جامعات القاهرة أو عمان أو بغداد أو دمشق، بل انطلقت من حناجر طلاب الجامعات الغربية، فيما بدت الشوارع العربية شبه خالية، مكبلة بقيود الحكام. هل هذا فشل عربي، أم مؤامرة لإسكات الأمة؟

سنبحر في دهاليز هذا التحول بعمق، نكشف زيف التطبيع، ونحتفي بالثورة الثقافية، ونؤكد أن الشعوب المقموعة ستنتفض يوما، لأن الثورة حياة!

الشعوب لم تستسلم: 87 في المئة من العرب قاطعوا المنتجات الصهيونية، و65 في المئة تبرعوا لغزة، في مقاومة سلمية تهز أركان الظلم. هذا الصمود يثبت أن "الاستبدال" مؤقت، وأن الشعوب تنتظر لحظة الانفجار الكبير، لأن فلسطين ليست قضية، بل هوية فسطين هي بوصلة بدونها نتوه في الفلاة

كما قال هيغل: التاريخ يتقدم بالتناقضات، وهذا الاستبدال قد يكون شرارة لوحدة عالمية تنصر الحق.

ثورة الغرب: شباب الجامعات يهزون العالم

انفجرت ثورة شبابية هزت أركان الظلم في قلب الغرب، حيث كانت الجامعات ملاذ الفكر الحر. منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تحولت جامعات كولومبيا وهارفارد إلى معسكرات احتجاج، حيث رفع طلاب شجعان أعلام فلسطين، مستلهمين صرخة فرانز فانون: "المستضعفون سيُسمعون!" هؤلاء ليسوا مجرد متظاهرين، بل ثوار يتحدون الهيمنة الرأسمالية، مطالبين بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل وسحب استثمارات الجامعات من شركات مثل بوينغ، التي تمول القتل.

بلغت الاحتجاجات ذروتها عام 2025 في أمريكا، حيث يشارك ملايين الطلاب في 600 جامعة، يرفضون الصمت أمام المجازر. لكن مع عودة ترامب للرئاسة، واجهوا قمعا وحشيا: تعليق طلاب، وإلغاء تأشيرات، وحرمان جامعات من تمويل بمئات الملايين.

يذكرنا هذا القمع بحركة فيتنام: كلما زاد الظلم، ازدادت الثورة!

انتقلت الشرارة في عمق أوروبا، إلى باريس وبرلين ولندن وامستردام، حيث تحالف الطلاب مع العمال، مطالبين بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

ففي أيلول/ سبتمبر 2025، خرج الملايين في مظاهرات عالمية، معلنين: "غزة لن تموت!" هذا الحراك ليس مجرد احتجاج، بل ثورة ثقافية تعيد تعريف الغرب. الشباب الغربي، الذي كان يُتهم باللامبالاة، أصبح رمزا للعدالة، محطما صورة الاستعمار القديمة.

الشعوب العربية: صمود تحت القمع

لن نصدق الافتراء بأن العرب تخلوا عن فلسطين! الشوارع العربية لم تصمت، بل كُبلت بسلاسل القمع. منذ 2023، اندلعت مظاهرات في اليمن والعراق وإيران، فه دول إسناد، مطالبة بوقف العدوان. وفي شمال أفريقيا برز المغرب وتونس كنجمتين مضيئتين، حيث ينبض قلب فلسطين في كل شارع. لكن في مصر والأردن، قُمعت الشعوب باعتقالات وحشية تحت ذريعة "الاستقرار". هذا القمع ليس سياسيا فحسب، بل نفسي، يولد اغترابا كما وصف كافكا في "المحاكمة".

مع ذلك، الشعوب لم تستسلم: 87 في المئة من العرب قاطعوا المنتجات الصهيونية، و65 في المئة تبرعوا لغزة، في مقاومة سلمية تهز أركان الظلم. هذا الصمود يثبت أن "الاستبدال" مؤقت، وأن الشعوب تنتظر لحظة الانفجار الكبير، لأن فلسطين ليست قضية، بل هوية فسطين هي بوصلة بدونها نتوه في الفلاة.

التطبيع: خيانة الضمير العربي

إن التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس مجرد اتفاقيات، بل خيانة لروح الأمة! فاتفاقيات أبراهام عام 2020، بقيادة الإمارات والبحرين، كانت طعنة في قلب فلسطين. حتى مع نزيف غزة، استمرت هذه الدول في علاقاتها، متجاهلة دماء الشهداء. الإمارات حذرت من ضم الضفة كـ"خط أحمر"، لكنها لم تقطع خيوط العار. الشعوب العربية، بـ90 في المئة منها، رفضت هذا التطبيع في 2025، معلنة أن الخسران مصير كل خائن.

إن التطبيع ليس مجرد خطأ سياسي، بل كارثة أخلاقية تهدد وحدة الأمة. كما في الربيع العربي، الشعوب لن تصمت إلى الأبد. التاريخ يعلمنا أن الخيانة تولد ثورات، والشعوب ستقول كلمتها مهما طال قيدها.

ثورة السينما: فلسطين تكسر هيمنة اللوبي

أصبحت السينما سلاحا يحطم جدار الصمت في خضم "سنة الاستبدال". سيطر اللوبي الصهيوني على هوليوود لعقود، مزيفا الحقيقة بأفلام مثل "Exodus"، ومعاقبا كل من دعم فلسطين، من سوزان ساراندون إلى ميليسا باريرا. لكن عام 2025 شهد زلزالا ثقافيا: السينما الفلسطينية اقتحمت الأوسكار، محطمة عقودا من الهيمنة!

فيلم "No Other Land" فاز بأوسكار أفضل وثائقي، موثقا جرائم طرد الفلسطينيين، و"Palestine 36" ترشح لأفضل فيلم دولي، لكن النجم الحقيقي كان "The Voice of Hind Rajab"، الذي يروي قصة الطفلة هند (6 سنوات) التي قتلت برصاصات الكيان عام 2024. الفيلم، إخراج كوثر بن هانية، فاز بالجائزة الثانية في فينيسيا 2025، كاشفا عن 355 رصاصة أُطلقت على سيارتها. هذا ليس فيلما، بل مرآة تعكس وحشية الاحتلال!

حملات المقاطعة:

بقيادة حركة بي دي إس تم سحب الاستثمارات، والمقاطعة، حيث كانت سلاحا آخر يهز أركان اللوبي الصهيوني.

بدأت هذه الحركة عام 2005، تحولت بحلول 2025 إلى قوة عالمية، حيث قاطع 87 في المئة من العرب وملايين في الغرب شركات مثل كوكاكولا وستاربكس، المتهمة بدعم الكيان.

لم تكن هذه الحملات مجرد رفض اقتصادي، بل ثورة شعبية أعادت تشكيل الوعي العالمي. في أوروبا، أدت المقاطعة إلى انخفاض أرباح شركات داعمة لإسرائيل بنسبة 20 في المئة، بينما في أمريكا، انضم طلاب الجامعات إلى "BDS"، مطالبين بسحب استثمارات بمليارات الدولارات. هذه الحملات ليست مجرد إحصائيات، بل صرخة شعوب ترفض تمويل الإبادة، وتثبت أن المال لا يستطيع شراء الضمير!

أما دور المؤثرين الغربيين، فهو ثورة رقمية جريئة تحطم أسوار الدعاية الصهيونية بقوة لا تُقهر!

هؤلاء المحاربون الرقميون، مثل جاكسون هينكل الذي يقود حملات على تيك توك وإكس، قلبوا الطاولة تماما، بنشر الرواية الفلسطينية بنسبة 10:1 على الرواية الزائفة الصهيونية، وأصبحت السردية الفلسطينية تنطلق الى الآفاق دون عائق تفضح عقودا من الزيف والكذب.

سنة الاستبدال" صرخة تحذير، لكنها ليست نهاية. الغرب يثور، والعرب يصمدون. السينما الفلسطينية والمؤثرون كسروا هيمنة الظلم. التطبيع خسران، لكن الثورة السلمية ستعيد فلسطين إلى قلب الأمة. فلنتحد، شرقا وغربا، لنبني عالما ينتصر للحق!

كشف هينكل، بمتابعيه الذين يتجاوزون الملايين، زيف الإعلام الغربي، متهما إياه بالتواطؤ في الإبادة، ودعا إلى مقاطعة شاملة للكيان الغاصب. ليس وحده؛ بل انضم إليه نجوم مثل بيلي إيليش، التي ارتدت دبوسا فلسطينيا في الأوسكار، معلنة: "الصمت ليس خيارا!" ورامي يوسف، الذي استخدم منصته لفضح جرائم غزة، محذرا من أن "التاريخ سيعاقب المتخاذلين". رينيه راب، نيكولا كوغلان، وغيرهم من المشاهير، واجهوا الإلغاء والتهديدات من اللوبي الصهيوني، لكنهم رفضوا التراجع، محولين منصاتهم إلى منابر للحقيقة.

هؤلاء ليسوا مجرد مؤثرين، بل ثوار رقميون يحاربون في جبهة الوعي، محطمين جدار الرقابة على فيسبوك وإنستغرام، حيث أدت حملاتهم إلى حملات عالمية ضد "الإلغاء الرقمي" للفلسطينيين. في 2023-2025، أدت جهودهم إلى تغيير الرأي العام الغربي، حيث أصبحت غزة قضية إنسانية كبرى، وانهار دعم الكيان في أوساط الشباب. هذه الثورة الرقمية ليست صدفة، بل استراتيجية عميقة تعتمد على الفيديوهات المؤثرة، الشهادات الحية، والحملات الإبداعية التي تفضح الإبادة الجماعية، معلنة للعالم: "فلسطين لن تُمحى!" إن دور هؤلاء المؤثرين يتجاوز النشر، إلى بناء حركة عالمية تهز أركان الظلم، وتثبت أن الحق أقوى من أي سلاح أو دعاية.

الشعوب تنتفض: الثورة حياة

إن الشعوب ستنتفض مهما طال القمع، كما قال نيتشه: "الإرادة إلى القوة تولد الحياة!" التطبيع خيانة، لكنه لن يدوم. الشعوب العربية، التي قاطعت وتبرعت وصمدت، تنتظر لحظتها، وإن الشعب هو القوة الحقيقية.

إنها ليست شعار "الثورة حياة"، بل فلسفة وجودية. كما في الربيع العربي، الثورة السلمية هي الطريق، لمحاسبة الحكام واستعادة الكرامة.

وحدة عالمية: فلسطين تجمعنا

إن "سنة الاستبدال" صرخة تحذير، لكنها ليست نهاية. الغرب يثور، والعرب يصمدون. السينما الفلسطينية والمؤثرون كسروا هيمنة الظلم. التطبيع خسران، لكن الثورة السلمية ستعيد فلسطين إلى قلب الأمة. فلنتحد، شرقا وغربا، لنبني عالما ينتصر للحق!
التعليقات (0)