سلطت وسائل إعلام عبرية
الضوء على الأسباب التي دفعت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو،
للغياب عن قمة
شرم الشيخ التي حضرها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب وقادة أكثر من
20 دولة.
ونقلت صحيفة "يديعوت
أحرونوت" العبرية عن مصدرين استخباراتييين، أنّ "نتنياهو لم يُدعَ إلى
مؤتمر شرم الشيخ في البداية، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استشاط غضبا من
سلسلة تصريحات نتنياهو التي صدرت ضد مصر".
وتابعت الصحيفة: "سارع
معلقون مقربون من مكتب نتنياهو مثل يعقوب اردوغو إلى التقليل من أهمية المؤتمر،
واصفين إياه بأنه صراع قوى إقليمي ولا دور لإسرائيل فيه"، مضيفة أن
"الرئيس ترامب هو من أدخل إسرائيل من الباب الخلفي، وسواء اشتكى نتنياهو إليه
أم كانت مبادرة منه، فقد ضغط الرئيس الأمريكي على السيسي وحصل على الدعوة".
واستكملت بقولها:
"حاول مكتب نتنياهو الترويج لقصة مكالمة هاتفية عفوية، لكن مصادر ذات صلة في
الجيش الإسرائيلي تؤكد أنهم تلقوا أوامر بتجهيز جناح صهيون للإقلاع من مطار بن
غوريون والمغادرة إلى شرم الشيخ قبل ساعات طويلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن
القصة جرى تسريبها إلى الصفحيين المقربين من نتنياهو وتم تداولها في وسائل الإعلام
بضجة هائلة، ونجحت القناة الـ14 العبرية في إعادة صياغة المؤتمر برمته، فإذا كان
نتنياهو سيحضره فسيصبح حدثا مهما.
اظهار أخبار متعلقة
ولفتت "يديعوت"
إلى أن القناة ذكرت في تقرير جديد لها أن القمة تضم قادة ومسؤولين كبار من دول
عديدة بما في ذلك دول عربية وإسلامية لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية بإسرائيل،
ويعد الاجتماع أوسع مبادرة سياسية منذ انتهاء القتال في
غزة، ويهدف إلى صياغة إطار
عام لترتيب سياسي جديد في القطاع والمنطقة بأسرها.
وأوضحت أنه "لإبراز
هذا الإنجاز الدبلوماسي، سرّب أحد أفراد الموساد، الزيارة السرية المُخطط لها
لرئيس إندونيسيا"، مضيفة أن "هذا التسريب أثار غضب أجهزة الاستخبارات
ودفع الإندونيسيين إلى إلغاء الزيارة ونفيها، وبعد ذلك بوقت قصير ألغى رئيس قبرص
زيارته أيضا".
وشددت الصحيفة الإسرائيلية
على أن إلغاء رحلة نتنياهو إلى شرم الشيخ ليس بسبب العطلة، ولا بسبب قصة مُختلفة
عن تهديدات أردوغان وتحليق الطائرة في سماء شرم الشيخ، منوهة إلى أن الإجابة تكمن
في الخشية من تأثر الائتلاف الحكومي من الزيارة.
وبيّنت أنّ "نتنياهو
شعر بالقلق من تماسك الائتلاف الحكومي، والدخول في مواجهة مع سموتريتش وبن غفير، وكان
خوفه من فقدان السيطرة على شركائه في الحكومة يفوق الاعتبارات الوطنية".
وتابعت: "هذا هو السبب
الذي جعل نتنياهو يلغي الزيارة، وهو نفس السبب الذي دفعه في كل مرة لكبح صفقة
الأسرى، وإحباط أي خطة تتعلق باليوم
التالي في غزة"، مؤكدا أن عدم حدوث التطبيع مع السعودية حتى الآن غير مرتبط
بالسعوديين، إنما بنتنياهو الذي لم يكن مستعدا لدفع الثمن السياسي.