تدرس الولايات
المتحدة صفقة محتملة لبيع مقاتلات من طراز F-35 إلى المملكة العربية
السعودية، وسط
تقديرات بأن هذه الخطوة قد تحمل فوائد كبيرة لتعزيز العلاقات مع الرياض.
وبحسب تقرير لصحيفة
يديعوت أحرونوت العبرية أكدت أن الصفقة المحتملة لبيع مقاتلات F-35 إلى المملكة العربية السعودية، تأتي في سياق تطبيع العلاقات بين البلدين،
وتشمل قيوداً وإجراءات محددة تهدف إلى الحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في
المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن التفاصيل
الدقيقة للصفقة ستتحدد وفقاً لقيود وضوابط أمريكية، مع استثناءات خاصة بالطائرات الإسرائيلية
التي تتمتع بمزايا تشغيلية إضافية غير متاحة للدول الأخرى.
وأشار التقرير إلى
أن طائرات F-35 التي ستسلم للسعودية لن تتضمن التحسينات والمعدات
الإلكترونية الخاصة بنسخة "أدير" الإسرائيلية، بما في ذلك أسلحة بعيدة المدى
وخزانات وقود لتوسيع مدى الطيران وأنظمة حرب إلكترونية ودفاعية متقدمة، ورغم ذلك، تعتبر
الصفقة فرصة للاحتلال الإسرائيلي لتعزيز علاقاتها مع الرياض وتحقيق مكاسب سياسية وأمنية.
وأضاف التقرير أن الولايات
المتحدة ستبقى مسؤولة عن صيانة الطائرات السعودية ومراقبة تشغيلها، مع وجود آليات للتحكم
في استخدام الطائرات عند الحاجة، بما في ذلك تعطيلها عن بعد في حالات الطوارئ، وأوضح
التقرير أن أولى الطائرات السعودية لن تُسلم قبل نحو ست سنوات، وهو ما يتيح لإسرائيل
وقتاً للاستعداد لأي تغييرات محتملة في الوضع الإقليمي.
اظهار أخبار متعلقة
وأفادت يديعوت أن الطائرات
السعودية ستخضع لقيود تشغيلية دقيقة، تمنع استخدامها ضد مصالح حلفاء الولايات المتحدة،
وتقلل من احتمالات تسرب تقنيات الطائرات إلى دول أخرى مثل الصين وتركيا، اللتين تربطهما
بالسعودية اتفاقات تعاون تجاري وعسكري.
كما أشار التقرير إلى
أن هذه القيود تستند إلى تجارب سابقة، حيث سبق أن فرضت الولايات المتحدة قيوداً على
بيع طائرات الإنذار المبكر E-3 وطائرات إف-15 إي للسعودية، مع تقديم تعويضات
لإسرائيل لضمان الحفاظ على تفوقها العسكري.
وأشار التقرير إلى
أن استخدام طائرات F-35 سيمنح السعودية قدرات متقدمة في جمع المعلومات
الاستخباراتية والإنذار المبكر والقيادة والسيطرة، بما في ذلك إمكانية رصد حركة الطائرات
والصواريخ في البحر الأحمر والمناطق المحيطة، وهو ما قد يقلل من قدرة القوات الجوية
الإسرائيلية على تنفيذ عمليات مفاجئة إذا تغيرت البيئة الأمنية بشكل غير متوقع.
وأكد التقرير أن إسرائيل
تتمتع بميزة نوعية عبر خبرة سلاح الجو الإسرائيلي في تشغيل وصيانة طائرات "أدير"،
بما يشمل فهم بصمة الرادار ونقاط الضعف واستغلالها عند الحاجة، كما يمكنها تدمير الطائرات
على الأرض في حال تحول الوضع الأمني السعودي إلى تهديد مباشر.
وخلص التقرير إلى أن
الصفقة، رغم المخاطر المحسوبة، تمثل جزءاً من عملية
التطبيع بين إسرائيل والسعودية،
وتتيح تحقيق مكاسب سياسية وأمنية مع الحفاظ على التفوق العسكري النوعي الإسرائيلي ضمن
إطار القيود الأمريكية، وهو ما اعتبرته الصحيفة عاملاً أساسياً في تقييم الجدوى الاستراتيجية
للصفقة.