تزداد المؤشرات الدالة على صعود
الصين كقوة بحرية عالمية، مع ظهور أدلة جديدة تكشف تقدما كبيرا في مشروع الحاملة النووية "Type 004"، التي يتوقع أن تغير موازين القوة البحرية في المحيطين الهادئ والهندي. وتأتي هذه التطورات في وقت تعمل فيه بكين على توسيع نفوذها العسكري وفرض حضور دائم في مناطق النزاع، وسط توتر متصاعد مع الولايات المتحدة وحلفائها.
وتشير صور حديثة التقطت داخل منشآت حوض بناء السفن في مدينة داليان إلى وجود بنية تشبه منشآت احتواء
المفاعلات النووية، ما يؤكد أن الحاملة الصينية الجديدة ستعتمد الدفع النووي، وفقا لتقرير نشره موقع "
The War Zone" ونقلته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست".
حاملة نووية لأول مرة في تاريخ الصين
وتظهر الصور بنية مدمجة داخل هيكل الحاملة مشابهة لتلك الموجودة في حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة، في خطوة تعكس سعي بكين لامتلاك قدرات تشغيلية عالمية مشابهة للأسطول الأمريكي، الذي يضم 11
حاملة طائرات نووية.
ويأتي ذلك بعد أيام فقط على دخول الحاملة "فوجيان" الخدمة، وهي أول حاملة صينية تستخدم المنجنيق الكهرومغناطيسي، ما يعزز الوتيرة المتسارعة لتطوير قدرات البحرية الصينية خلال السنوات الأخيرة.
قدرات أكبر ومسافات أبعد
وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيل القادم من الحاملات الصينية، وعلى رأسها "Type 004"، سيمنح بكين قدرة أكبر على البقاء في البحر لفترات طويلة، وتنفيذ عمليات بعيدة عن المياه الإقليمية، خاصة في الملفات الحساسة مثل مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي.
ويتيح الدفع النووي مدى تشغيل شبه غير محدود وقدرات كهربائية كبيرة لتشغيل أنظمة الاستشعار والرادارات المتطورة، ما يقلص تدريجيا الفجوة التكنولوجية مع الحاملات الأمريكية من فئة "نيميتز" و"فورد".
اظهار أخبار متعلقة
مزيج من الحاملات النووية والتقليدية
ورغم التوجه نحو الدفع النووي، تشير تقارير عسكرية إلى أن الصين قد تعتمد استراتيجية مزدوجة تشمل بناء حاملات تقليدية إلى جانب النسخ النووية، لتسريع وتيرة الإنتاج وخفض التكاليف، خصوصا في ظل التوسع العسكري السريع الذي تنتهجه بكين لمواجهة التحديات الإقليمية.
وعلى الرغم من الضجة الكبيرة حول دخول "فوجيان" الخدمة، يرى خبراء أمريكيون أنها لا تزال تفتقر إلى العديد من القدرات التشغيلية المتقدمة. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن قبطان أمريكي قوله إن قدرات فوجيان لا تتجاوز 60% من قدرات حاملات "نيميتز".
وأشار القبطان إلى أن زاوية مدرج الهبوط في الحاملة الصينية تبلغ 6 درجات فقط، مقارنة بـ9 درجات في الحاملات الأمريكية، ما يقلل مساحة المناورة وحركة الطائرات بعد الهبوط.
وأكد اللفتنانت كوماندر كيث ستيوارت أن الصين لا تزال تفتقر إلى الخبرة العملية في تشغيل المنجنيق الكهرومغناطيسي، خاصة في الظروف الليلية والمعقدة، وهي خبرة لا تكتسب إلا بسنوات طويلة من التدريب والعمليات البحرية.
ويعتبر محللون أن القيود الحالية في فوجيان ليست سوى مرحلة انتقالية نحو طراز "Type 004"، الذي سيستفيد من الدروس التصميمية والتنفيذية للحاملات الثلاث السابقة: "لياونينغ"، "شاندونغ"، و"فوجيان".
هل تكفي حاملتان أم أن بكين بحاجة لمزيد؟
وفي حال اكتمال بناء Type 004، سيصبح لدى الصين أربع حاملات طائرات—ثلاث تقليدية وواحدة نووية—لكن الخبراء يرون أن هذا العدد لا يكفي لضمان وجود بحري عالمي دائم.
فالعمل بالمعايير الدولية يتطلب ثلاث حاملات لضمان بقاء واحدة فقط في العمليات، بينما تكون الثانية في التدريب والثالثة في الصيانة.