أكدت
صحيفة "معاريف" العبرية، اليوم الجمعة، أن إسرائيل أمام فرصة تاريخية
لإبرام اتفاق سلام مع
السعودية، مشيرة إلى أن الرياض طرحت شروطا لهذا
التطبيع، منها
الخروج من لبنان ووقف إطلاق النار في
غزة.
وذكرت
الصحيفة في مقال نشرته للكاتب آفي أشكنازي، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام
فرصة لتحويل إرثه من "كارثة" 7 أكتوبر، إلى "إنجاز دبلوماسي
دراماتيكي".
وأشارت
إلى أنه "في 26 آذار/ مارس 1979، وقف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر على العشب أمام
البيت الأبيض، إلى جانبه الرئيس المصري أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم
بيغين. بعد 46 عاما، قد يحدث حدث مشابه قريبا على عشب البيت الأبيض، حيث يقف
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مركز الاحتفال إلى جانب سلمان بن عبد العزيز آل
سعود، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، لتوقيع اتفاق التطبيع - السلام بين
الدولتين، وهو اتفاق من المفترض أن يغير وجه منطقة الشرق الأوسط".
مستقبل الشرق الأوسط
وتابعت:
"في الليل، ناقش المجلس الأمني الوزاري التصديق على الجزء الأخير من اتفاق
وقف إطلاق النار في القتال بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. إسرائيل مطالبة في
بداية الأسبوع بسحب آخر جنودها من أراضي لبنان. في الأيام الأخيرة، يعمل الجنود
حول الساعة لكشف وجمع المزيد من أسلحة حزب الله، بالإضافة إلى تدمير البنية
التحتية التي تركتها منظمة الإرهاب في جنوب البلاد. كل ذلك قبل مغادرة المنطقة".
وأردفت:
"هذا الأسبوع، في نصفه الثاني، من المفترض أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة
الثانية من صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة. من المتوقع أن يحدث ذلك في اليوم
السادس عشر من وقف إطلاق النار. هذان الحدثان دراماتيكيان. من المفترض أن يؤثرا
على مستقبل منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضا على القيمة في ويكيبيديا لبنيامين
نتنياهو"، وفق تعبير الصحيفة.
وتساءلت:
"هل سيُسجل في كتب التاريخ كـ "رئيس وزراء فاشل" حدثت تحت قيادته
أكبر كارثة لشعب إسرائيل بعد الهولوكوست: مذبحة 7 أكتوبر؟ أم سيُسجل بجانب مناحيم
بيغين، إسحاق رابين، وشمعون بيرس الراحلين كـ"من وقع وأحضر السلام المهم بين
إسرائيل ودولة عربية كبيرة ومهمة في الدول العربية؟".
ونوهت
إلى أن "رئيس الموساد ديدي برنياع، ورئيس الشاباك رونين بار، والجنرال نيتسان
ألون يديرون المفاوضات بين إسرائيل وحماس. في الوقت نفسه، يتم إجراء المفاوضات
الكبيرة والمهمة في الظلال. الرئيس دونالد ترامب يريد أكثر من أي شيء آخر في
العالم أن يقف في قاعة مدينة أوسلو في النرويج ويأخذ جائزة نوبل للسلام".
مطالب السعودية للتطبيع
وتابعت:
"يفضل أن يكون ذلك في العام المقبل. ترامب يعرف أن اتفاق التطبيع بين إسرائيل
والسعودية سيجعله يصل إلى ذلك. كما أنه يعرف أن الشروط السعودية هي: خروج الجيش
الإسرائيلي من لبنان. السعودية تريد إعادة الأمور إلى نصابها في لبنان وجعلها دولة
تابعة للسعودية، ولديها مصالح اقتصادية في لبنان".
وأكدت
"معاريف" أن "المطلب الثاني للسعودية هو وقف القتال في غزة. كما هو
الحال مع ترامب، يريد السعوديون إغلاق قضية القتال في غزة. من وجهة نظرهم، يريدون
اتفاقا هنا والآن. من هنا، القصة هي مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هو الآن
يكتب سيرته الذاتية. هو يدرك أنه يريد أن يكون الفصل الذي يختم سجله هو الوقوف
بجانب دونالد ترامب في قاعة المدينة في أوسلو، بينما الميدالية الذهبية حول عنقه".
واستدركت:
"المشكلة الوحيدة لنتنياهو هي التكوين الائتلافي، الذي يريد بعض أعضائه العكس
تماما. ربما لهذا السبب يدور رجال نتنياهو في دائرة من البحث مع بيني غانتس ورئيس
المعارضة يائير لابيد".
وختمت
الصحيفة بقولها: "اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة هما الطريق المعبد
لتثبيت إرث نتنياهو، تماما كما أدت الضربة لحزب الله إلى اختفاء نظام الأسد في
سوريا. هذا الأسبوع سنعرف كيف سيُسجل بنيامين نتنياهو في كتب التاريخ".