صحافة إسرائيلية

تحذيرات إسرائيلية: المجتمع يفقد مناعته الاجتماعية ويتجه نحو "الانهيار الداخلي"

المناعة المجتمعية الإسرائيلية تتهاوى أمام تصاعد الانقسامات واليأس - الأناضول
لا تقتصر تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على الشعب الفلسطيني وحده، بل تمتد أيضًا لتطال الداخل الإسرائيلي، حيث تتوالى الصدمات وتتعمّق الجراح داخل الاحتلال الإسرائيلي نفسه. فقد بات واضحًا أن "إسرائيل"، بمؤسساتها وسكانها، تعاني من أزمات متلاحقة ضربت بنيتها السياسية والاجتماعية والأمنية، حتى أن الدولة بأكملها تبدو في حالة ترنّح تبحث عن التعافي، وسط شكوك جدية حول قدرتها على استعادة توازنها في المدى المنظور.

حيث أكد المحقق الجنائي على المواد الخطرة، عامي باخار، أن "هذه المرحلة الحرجة التي تمرّ بها الدولة الجميع مُجمعون عليها: من اليمين إلى اليسار ومن الشرق إلى الشمال، والجميع يُدرك هذا ويتفق عليه، منذ بدء الانقلاب القانوني وصولا لاندلاع الحرب، إلى ما وصلت إليه اليوم، حتى توفر إجماع اسرائيلي على أن هذه الخلية المسماة "إسرائيل"، انقسمت بيولوجيًا وجينيًا وبيئيًا، وبات كل جزء منها بحاج لممرض من نوع خاص لأنها تحتاج للتشافي من خلال إعادة الاندماج".

وأضاف في مقال نشره موقع "زمان إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أنني "لا أعرف كيف أحصي صفوف الخلايا الاسرائيلية: الحريديم، الكاهانيون، الليبراليون، ويبدو أن لدينا هذا العدد الهائل من الخلايا التي انفصلت لأنسجة خاصة، وبدلاً من العمل كجسد واحد، تهاجم بعضها، وهذا أمرٌ إشكالي للغاية، "ويقاتل كل واحدٍ منهم الآخر".

وأوضح أن "الاسرائيليين باتوا مثل الخلايا الليمفاوية المُشوشة التي فقدت القدرة على التمييز بين "الذات" و"الغريب"، فإنهم الآن يُهاجمون كل ما لا يُمثلهم بدقة، ويُفرزون ميكانيزمات الكراهية التي تُشعل التهابًا مُزمنًا في كل ركن من أركان هذا الجسد المُعذب".

وأوضح أنه "في ظل هذه الظروف، تبدو مُحاولة توحّد الاسرائيليين، والعودة للمصدر الأول، وإعادة الضبط والتشغيل، مُحكومةً بالفشل، حيث انتقلت الخلايا السرطانية عن السيطرة، وبشكل عشوائي وغير عقلاني، ويُبنى كل جدار بين الخلية وسواها بالدم والعرق، وكل جين أناني يُشفِّر العداء لجيرانه، ويُستنسخ ويُورَّث كإرث مقدس، حتى بات الإسرائيلي الذي يعيش في خضم هذه الخلافات يبحث عن أي جبهة ليطعنها بسكين، أو يطلق عليها رصاصة".

وأوضح أنني "أخشى بشدة من هذه الحرب التي ستحلّ على الاسرائيليين، إنها حرب الخلايا، الكفيلة بتحطيم العظم، وتكسيره، وتمزيق الرئتين، وخنق القلب، حتى أنني لم أتخيل أن مرضًا مناعيًا ذاتيًا مُميتًا سيكون الصورة التي ستظهر عليها "إسرائيل"، ولذلك فلن تنجو في الوقت المناسب".

وختم بالقول إن "الأطفال الاسرائيليين سيشهدون عملية الموت الطبيعية، لأن الاسرائيليين بدل أن يجتمعوا سوياً كي تلتئم جروحهم الداخلية، فقد افترقوا كي يُعمّقوا الفجوة بينهم، لأنهم مجتمع فاشل، شاهدوا بلا مبالاة، وبآذان صماء، كيف انهار نظامهم المناعي على نفسه، بل واصلوا تغذية المرض بدلًا من البحث عن علاج".