في حادثة أثارت
تساؤلات واسعة في أوساط رياضة
القفز بالمظلات، لقيت
مظلية بريطانية تُدعى
"جادي داماريل" مصرعها إثر
قفزة نفذتها من طائرة على ارتفاع 10 آلاف
قدم، دون أن تُفتح مظلتها، بحسب ما أعلنته السلطات البريطانية.
وكانت الضحية،
البالغة من العمر 32 عامًا، تقوم بالقفزة ضمن
تدريبات روتينية في منطقة بيترلي
بمقاطعة دورهام شمال شرقي إنجلترا، حين وقعت المأساة في 27 نيسان/
أبريل.
وقد أُعلن عن
وفاتها في موقع الحادث بعد ارتطامها بالأرض، حيث لم تُفتح أي من مظلتيها – سواء
الأساسية أو الاحتياطية – وهو ما دفع جهات التحقيق إلى البحث في ملابسات الحادث،
بما في ذلك فرضية "النية المسبقة".
وأعلن نادي "Sky-High Skydiving"، الذي نفذت الضحية القفزة من خلاله، في بيان
أن جميع معدات المظلية كانت مطابقة للمعايير التقنية والسلامة، ولم يُسجل أي عطل
فني فيها، مشيرًا إلى أن الحادث لا يُعزى إلى خطأ من جانب النادي أو تقصير في
الإشراف.
وقالت طبيبة
الطب الشرعي المسؤولة عن التحقيق أليكسيس بلايغي، إن سبب الوفاة يعود إلى
"صدمة جسدية عنيفة"، موضحة أن المظلية لم تحاول تفعيل مظلتها
الاحتياطية. وأشارت إلى أن الأدلة لا تدعم فرضية وجود خلل ميكانيكي أو مشكلة
تشغيلية.
بحسب صحيفة
"ذا صن"، فإن السلطات تميل إلى أن الحادث كان "فعلًا
متعمدًا"، خاصةً بعد العثور على رسالة تركتها الضحية قبل القفزة، ما قد يشير
إلى وجود نية انتحارية، إلا أن السلطات لم تصدر حتى اللحظة أي تأكيد رسمي حول هذا
الجانب، بانتظار استكمال جلسات التحقيق، والمقرر أن تُعقد جلسة علنية بشأن الحادث
في 21 آب/ أغسطس المقبل.
وكانت جادي،
التي ولدت في هونغ كونغ وتقيم في جنوب ويلز، مظلية متمرسة ولديها أكثر من 400 قفزة
مسجلة، وفقًا لما أفاد به نادي القفز.
وقد أجرت 11 قفزة في الأيام الثلاثة الأخيرة
التي سبقت الحادث.
وأثار الحادث
صدمة بين زملائها وعائلتها والمجتمع الرياضي عمومًا، حيث كانت تُعرف الضحية
بحيويتها وانضباطها في ممارسة رياضة القفز بالمظلات، إلى جانب عملها في مجال
التسويق، وقد وصفها أصدقاؤها بأنها شخصية "ملهمة ومحترفة"، مشيرين إلى
أن ما حدث "لا يُصدق".
وأعادت الحادثة
الجدل حول أهمية تقديم الدعم النفسي والرقابة النفسية للرياضيين المشاركين في
رياضات شديدة الخطورة مثل القفز الحر، وطالب مختصون بضرورة تخصيص تقييمات نفسية دورية
للهواة والمحترفين على حد سواء، تجنبًا لتكرار مثل هذه المآسي.