برزت مجددا تصريحات رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير
تركي الفيصل، حول دخول القوات السعودية إلى
اليمن في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز
آل سعود، وأحداث مرتبطة بموقف تاريخي للملك فيصل أثناء تمركزه في منطقة
الحديدة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات تركي الفيصل التي سلطت الضوء على تفاصيل نادرة من هذه الحقبة التاريخية، مشيرا إلى موقف كاد فيه الملك فيصل أن يعصي والده قبل أن يمتثل للأوامر الملكية.
وقال تركي الفيصل في تصريحات متداولة: "أسس حكم سعودي في الحديدة، حتى هناك طوابع بريدية طبعت بختم المملكة العربية السعودية من الحديدة. الملك فيصل كان يروي أنه بعدما استمر في الحديدة لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، جاءت وساطات قائمة بين الملك عبدالعزيز والإمام يحيى. فجأة، جاء أمر من الملك عبدالعزيز بالانسحاب وتسليم كل شيء لمندوبي الإمام دون تفسير، وهو ما دفعه لأول مرة في حياته للتفكير بعصيانه، لكنه امتثل للهداية الإلهية وأمر والده، فانسحب من المنطقة".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع الأمير تركي الفيصل: "عندما سأل الملك فيصل والده عن المبرر، أجابه الملك عبدالعزيز بأن هذه البلاد لها تاريخ وإرث وجذور، وأن السعودية في غنى عن محاولة تغييرهم، وفضل أن يتمتعوا بما لديهم دون انتقام، واكتفينا بما هو تابع لنا".
وأوضح تركي أن هذه التصريحات جاءت خلال مقابلة سابقة مع قناة الإخبارية السعودية ونشرت في آذار/مارس 2023.
يذكر أن التاريخ الحديث شهد تدخل السعودية عسكريا في اليمن في 25 آذار/مارس 2015، بإطلاق التحالف العربي بقيادة الرياض غارات جوية استهدفت ما وصفه بـ"معاقل الحوثيين" في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، ضمن جهود دعم الشرعية في البلاد.
وأكدت القوات السعودية أن عدد الطلعات الجوية تجاوز 90 ألف طلعة، بتكلفة تتراوح بين 84 و104 آلاف دولار لكل طلعة، وفقا لمعايير القوات الجوية الأمريكية، ما يجعل التكلفة الإجمالية خلال عامين بين سبعة وتسعة مليارات دولار.
وأشارت تقارير لمجلة "فورين بوليسي" إلى أن النفقات شملت تشغيل قمرين اصطناعيين للأغراض العسكرية بقيمة 1.8 مليار دولار خلال الأشهر الستة الأولى للحرب، إضافة إلى طائرة الإنذار المبكر التي تبلغ تكلفة تشغيلها 250 ألف دولار في الساعة، أي ما يعادل 1.08 مليار دولار سنويا.
وقدرت مجلة "تايمز" البريطانية تكلفة الحرب بنحو 200 مليون دولار يوميا، أي 72 مليار دولار سنويا، و216 مليار دولار خلال ثلاث سنوات.