نشر موقع "
شيناري إيكونومتشي" الإيطالي تقريرًا سلّط فيه الضوء على تصاعد التوتر في بحر
البلطيق بعد أن أوقفت
روسيا ناقلة نفط يونانية قرب جزيرة غوتلاند، عقب انطلاقها من إستونيا، في خطوة اعتبرتها تالين إجراءً غير مسبوق، يندرج ضمن سلسلة استفزازات متبادلة تهدد بانزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية محتملة.
وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن روسيا أوقفت ناقلة نفط يونانية في بحر البلطيق عقب مغادرتها أحد الموانئ الإستونية، مشيرًا إلى أن هذا الحادث، الذي جاء بعد توترات واشتباكات حديثة مع الطائرات الروسية، يعزز من احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية في المنطقة.
وأوضح الموقع أن التوترات في بحر البلطيق تتصاعد بشكل حاد، فقد أوقفت روسيا الأحد الماضي ناقلة نفط ترفع علم ليبيريا ومملوكة لشركة يونانية، وذلك بعد وقت قصير من مغادرتها أحد الموانئ الإستونية٬ وأثناء إبحارها في المياه الإقليمية الروسية على مسار تم الاتفاق عليه مسبقًا.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من واقعة حرجة حاولت فيها إستونيا إيقاف سفينة من ما يسمى بـ"الأسطول الخفي" الروسي، وهو ما ردت عليه روسيا بإرسال طائرة مقاتلة انتهكت المجال الجوي الإستوني.
وأشار الموقع إلى أن السلطات الإستونية تصف الإجراء الروسي بأنه "غير متوقع"، وتحذر من أن الحادث يزيد من خطر وقوع مواجهة عسكرية في المنطقة. فالناقلة المعنية، وهي "جرين أدمير"، ترفع علم ليبيريا ومملوكة لشركة إيجيان شيبّينغ اليونانية، كانت قد انطلقت من ميناء سيلاماي، في شرق إستونيا، محملة بشحنة من الزيت المستخرج من رواسب الصخر الزيتي، ومتجهة إلى روتردام في هولندا.
ووفقًا للموقع فإن الإبحار عبر المياه الإقليمية الروسية على هذا المسار يُعد ممارسة راسخة ومتفقًا عليها بين روسيا وإستونيا وفنلندا، إذ تُعتبر أكثر أمانًا للسفن الكبيرة مقارنة بالمياه الضحلة الإستونية، وقد تم التوقيف بعد منتصف ليل الأحد الماضي، وذلك عقب مغادرة السفينة للميناء مساء السبت الماضي.
وقد تم اقتياد السفينة إلى جزيرة غوغلاند الروسية، حيث لا تزال راسية حتى الآن.
وصرحت سلطات الإدارة النقلية الإستونية بأن حادثًا مماثلًا لم يحدث من قبل، وبعد وقوع الحادث، سيتم الآن تحويل مسار السفن المغادرة من سيلاماي إلى طريق بديل يبقى بالكامل داخل المياه الإقليمية الإستونية.
ولفت الموقع إلى أن وزير الخارجية الإستوني، مارغوس تساخكنه، شدد على أن "حادث اليوم يُظهر أن روسيا تواصل التصرف بشكل غير متوقع"، وأضاف أنه "أبلغ حلفاءنا بالحادث".
وتأتي هذه الحادثة في سياق من التوترات المتصاعدة؛ فقبل أيام قليلة، حاولت البحرية الإستونية إيقاف ناقلة نفط لا ترفع أي علم، يُشتبه في أنها جزء من "الأسطول الخفي" الروسي المستخدم للتهرب من العقوبات. حيث لم تتوقف تلك السفينة، فقامت روسيا بإرسال مقاتلة لمرافقتها، مما شكّل انتهاكًا للمجال الجوي الإستوني ومهد الطريق لاحتمال نشوب مواجهة أوسع.
وكانت ناقلة نفط أخرى من الأسطول الخفي قد تم احتجازها سابقًا من قبل السلطات الإستونية في شهر نيسان/أبريل الماضي.
واختتم الموقع تقريره بالتأكيد على أنه يُنظر إلى الإجراء الروسي المتمثل في توقيف سفينة غير متورطة بشكل مباشر في الاشتباكات السابقة، وعلى مسار تم الاتفاق عليه مسبقًا، على أنه تصعيد واضح وإشارة مقلقة تزيد من خطر وقوع حوادث أو مواجهات مباشرة، قد تكون حتى ذات طابع عسكري، في منطقة إستراتيجية مثل بحر البلطيق؛ متسائلًا: ماذا سيحدث إذا حاول الإستونيون أو الفنلنديون إيقاف ناقلة نفط أخرى من الأسطول الخفي الروسي داخل مياههم، وهذه المرة برفقة مرافقة عسكرية؟ وماذا لو قامت روسيا، كرد فعل انتقامي، بتوقيف ناقلة نفط داخل المياه الإستونية؟