واصلت
عائلات أسرى
الاحتلال الإسرائيلي، اليوم
الثلاثاء، هجومها على حكومة بنيامين نتنياهو، وعبّرت عن رفضها لسحب الوفد المفاوض
في العاصمة القطرية الدوحة، وسط مطالبات بضرورة إنجاز صفقة فورية وإعادة أبنائهم
من قطاع
غزة.
وقالت عائلات
الأسرى الإسرائيليين في بيان، إن
"تل أبيب لا تتمتع بامتياز التخلي عن
المفاوضات، وستخسر على جميع الجبهات في
حال قررت التخلي عن المفاوضات، الهادفة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة
حماس بالقطاع".
وجاء هذا البيان ردا على تقارير تحدثت عن صعوبات
تعترض المفاوضات، ودراسة حكومة نتنياهو إعادة كبار أعضاء الوفد المفاوض من الدوحة.
مشاورات إسرائيلية
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت وسائل إعلام عبرية، بما
فيها القناة 12، عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه قوله: "يجري النظر في عودة كبار
أعضاء فريق التفاوض لإجراء مشاورات في إسرائيل، ولم يتم البت في هذه المسألة بعد".
وقالت العائلات: "منذ 19 شهراً، اتسم الالتزام
الأخلاقي الأسمى بإعادة الرجال والنساء المختطفين، حتى آخر واحد منهم، بالفشل
المستمر والمؤلم".
اظهار أخبار متعلقة
وتابعت: "لن يكون هناك نصر جزئي أو ضئيل،
وبالتأكيد لن يكون هناك نصر كامل، حتى يتم تحقيق هذا الهدف" أي إعادة الأسرى.
وأردفت: "لا تتمتع إسرائيل بامتياز التخلي عن
المفاوضات، إذا اخترنا هذا، فإن الدولة سوف تخسر على جميع الجبهات: الرهائن
سيتعرضون لخطر جسيم، وسيدفع جنودنا ثمناً باهظاً، وستغرق البلاد في وحل غزة بينما
تعيش في عزلة سياسية".
واعتبرت أن هذا يمثل "دفع الحد الأقصى من الثمن
مقابل الحصول على الحد الأدنى من الإنجازات".
وقالت: "لقد انتهت الأعذار والمراوغات. تمكنت
إسرائيل من القضاء على مركز قيادة حماس وهزيمة المنظمة عسكريا. وحان الوقت لإبرام
الاتفاق، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإنقاذ إسرائيل. الوقت ينفد والعالم يراقب".
انتقادات متكررة
ووجهت عائلات الأسرى وأحزاب المعارضة الإسرائيلية
مرارا انتقادات إلى الحكومة متهمة إياها بعدم الجدية والرغبة في التوصل إلى صفقة
لتبادل الأسرى بهدف الحفاظ على بقاء الائتلاف الحكومي.
ومساء الاثنين، ذكرت هيئة البث أن رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو "قرر ترك الوفد الإسرائيلي الموجود في قطر منذ أسبوع، ليوم
آخر من أجل إعطاء فرصة للمفاوضات".
وأضافت نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه: "نحن
نبقى في الدوحة حتى لا نسيء إلى الولايات المتحدة. لن يبدو الأمر جيدا إذا عادت
إسرائيل من هناك قبل حماس".
وقالت هيئة البث إن مفاوضات الدوحة "لم تحرز أي
تقدم"، لافتة إلى أن إسرائيل "تدرس إعادة الوفد من قطر إلا إذا حدث تطور
استثنائي في المفاوضات".
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم
20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا
وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية
وإسرائيلية.
وأعلنت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى
الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش
الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح
شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية بغزة، وهو ما ترفضه الأخيرة ما
دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب
إبادة جماعية واسعة ضد فلسطينيي قطاع غزة، بما يشمل القتل والتدمير والتجويع
والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية
بوقفها.
وخلفت تلك الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر
من 174 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف
مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.